اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
محاضرة في الزلفى مع شرح لأبواب من كتاب الجنائز في صحيح البخاري
6472 مشاهدة
إلقاء شعر المرأة خلفها

باب يلقى شعر المرأة خلفها.
حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن حسان قال: حدثتنا حفصة عن أم عطية -رضي الله عنها- قالت: توفيت إحدى بنات النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فأتانا النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: اغسلنها بالسدر وترا ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك، واجعلن في الأخيرة كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذنني، فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه فضفرنا شعرها ثلاثة قرون وألقيناه خلفها


هكذا جاء في هذه الرواية أنه قال: اغسلنها بالسدر ولم يذكر الكافور، ولكنه ذكر في رواية أخرى، ذكر في كثير من الروايات، كذلك أيضا ذكرت: أنه قال: إذا فرغتن فآذنني أي بعدما نظفنها وغسلنها ألقى إليهم حقوه. ذكرت أنهم جعلوا رأسها ثلاثة قرون وأنهم ألقوه خلفها. نعم.